عدد المساهمات : 198 نقاطي : 512 تاريخ التسجيل : 03/02/2010
موضوع: امراض القلوب الخميس فبراير 11, 2010 6:30 pm
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى اله وأصحابه الطيبين وسلم تسليما إلى يوم الدين. ثم أما بعد :
عندما ذكرت هذا العنوان (( أمراض القلوب )) جال في خاطر كثير منا أنها الامراض الحسيه من آلام وأوجاع عافاني الله واياكم وجميع المسلمين .
ولكني قصدت بهذا العنوان الأمراض المعنويه مثل : (( النفاق - الرياء - الكذب - الغيبه والنميمه - وغيرها من الأمراض ))
وألحقت بهذه الأمراض مقاطع مرئيه و صوتيه لبعض العلماء :
فنبدأ بأخطر أمراض القلوب وهو ( النفاق ) :
هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر
قال الله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} البقرة:10.
قال الطبري: "معنى قول الله جل ثناؤه: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} إنما يعني: في اعتقاد قلوبهم الذي يعتقدونه في الدين والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله مرض وسقم، فاجتزأ بدلالة الخبر عن قلوبهم على معناه عن تصريح الخبر عن اعتقادهم. والمرض الذي ذكر الله جل ثناؤه أنه في اعتقاد قلوبهم الذي وصفناه هو شكّهم في أمر محمد وما جاء به من عند الله وتحيّرهم فيه، فلا هم به موقنون إيقانَ إيمان، ولا هم له منكرون إنكار إشراك، ولكنهم كما وصفهم الله عز وجل مذبذبون بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، كما يقال: فلان يُمَرِّضُ في هذا الأمر، أي: يُضَعِّف العزمَ ولا يصحّح الروِيَّة فيه".
قال ابن القيم: "قد نهكت أمراضُ الشّبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها، وغلبت القصودَ السيئة على إراداتهم ونياتهم فأفسدتها، ففسادهم قد ترامى إلى الهلاك، فعجز عنه الأطبّاء العارفون، {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}".
من الأدواء المهلكة، والأمراض الفاتكة، والخسائر الفادحة الرياء، حيث فيه خسارة الدين والآخرة، ولهذا حذر منه المتقون، وخافه الصالحون، ونبه على خطورته الأنبياء والمرسلون، ولم يأمن من مغبته إلا العجزة، والجهلة، والغافلون، فهو الشرك الخفي، والسعي الرديء، ولا يصدر إلا من عبد السوء الكَلَِّ المنكود.
الرياء كله دركات، بعضها أسوأ من بعض، وظلمات بعضها أظلم من بعض، وأنواع بعضها أخس وأنكد من بعض، فمنه الرياء المحض، وهو أردأها، ومنه ما هو دون ذلك، ومنه خطرات قد أفلح من دفعها وخلاها، وقد خاب من استرسل معها وناداها.
وهو: طلب الجاه والرفعة في نفوس الناس، بمراءاة أعمال الخير.
وهو من أسوأ الخصال، وأفظع الجرائم، الموجبة لعناء المرائي وخسرانه ومقته، وقد تعاضدت الآيات والأخبار على ذمّه والتحذير منه.
قال تعالى في وصف المنافقين: «يراؤن الناس ولا يذكرون اللّه الا قليلاً».
وقال تعالى: «فمن كان يرجو لقاء ربه، فليعمل عملاً صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً».
هو أن يخبر الإنسان عن شيء بخلاف الحقيقة، ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسي واجتماعي وهو عكس الصدق،
وهو: مخالفة القول للواقع . وهو من أبشع العيوب والجرائم، ومصدر الآثام الشرور، وداعية الفضيحة والسقوط. لذلك حرمته الشريعة الإسلامية، ونعت على المتصفين به، توعدتهم في الكتاب والسنة:
قال تعالى : ((إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب))غافر: 28.
وقال تعالى: ((ويل لكل أفاك أثيم))الجاثية:7.
وقال تعالى: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ))النحل: 105.
صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين و الولوغ فى اعراضهم, و هو امر قد نهى الله عنه و نفر عباده منه و مثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال عز و جل : ( و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات : 12
و قد بين معناها النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله اعلم. قال : ذكرك اخيك بما يكره, قيل : أفرأيت ان كان فى أخى ما أقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه فقد بهته ) رواه مسلم
فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكره, سواء كان فى بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو أخلاقه أو خلقته, و لها صور متعددة, منها أن يذكر عيوبه أو يحاكى تصرفا له على سبيل التهكم.
و الناس يتساهلون فى أمر الغيبة مع شناعتها و قبحها عند الله عز و جل, و يدل على ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : ( الربا اثنان و سبعون بابا ......, و ان أربى الربا استطالة الرجل فى عرض أخيه ) السلسلة الصحيحة
و يجب على من كان حاضرا فى المجلس أن ينهى عن المنكر و يدافع عن أخيه المغتاب, و قد رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) رواه أحمد
لا يزال نقل كلام الناس بعضهم الى بعض للافساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط و ايقاد نيران الحقد و العداوة بين الناس, و قد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عز و جل :
( و لا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم ) القلم: 10-11
و عن حذيفة مرفوعا : ( لا يدخل الجنة قتات ) رواه البخارى
و القتات الذى يتسمع على القوم و هم لا يعلمون ثم ينقله .